يشير مصطلح "تابو الدورة الشهرية" إلى الوصمة الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالحيض، وهو عملية طبيعية في جسم المرأة. وتفترض هذه المحرمات أن المرأة نجسة خلال فترة حيضها، وبالتالي تُمنع من أداء الأعمال اليومية.
لقد حان الوقت لنتوقف عن اعتبار الدورة الشهرية أمرًا محرّمًا، ونُقدّر هذه العملية البيولوجية الرائعة. مع تزايد بروز مشاكل الدورة الشهرية في عصرنا الحالي، فإنّ الحديث عنها ومناقشتها سيُسهم في تعزيز الوعي المجتمعي، مما يُسهم في القضاء على الممارسات غير الصحية.
التحديات التي تواجهها المرأة أثناء الدورة الشهرية في العمل والمنزل
قد يتساءل المرء: إذا كانت الدورة الشهرية طبيعية، فلماذا لا تزال تُعتبر من المحرمات؟ ذلك بسبب نقص الوعي والمعرفة. سنُسلّط الضوء هنا على اعتبار الدورة الشهرية من المحرمات في العمل والمنزل، وهو أمر قد يُصبح صعبًا للغاية عندما يتعلق الأمر بالوصمة الاجتماعية وعدم الراحة.
الدورة الشهرية في مكان العمل

- مكان العمل هو المكان الذي يقضي فيه الشخص معظم وقته يوميًا. لذا، لا بد من توفير المرافق الأساسية لمساعدة النساء خلال دورتهن الشهرية. لكن للأسف، تفتقر العديد من المؤسسات إلى المرافق الأساسية لتوفير منتجات الدورة الشهرية.
- في بعض أماكن العمل، تكون المرافق الأساسية - مثل الحمامات النظيفة والصحية - غائبة تمامًا.
- تعاني حوالي 40% من النساء من تقلصات حادة في الدورة الشهرية. ومع ذلك، غالبًا ما تُسكتهن الوصمة، لذا تُعالج الكثيرات منهن الألم سرًا.
اقرأ أيضًا: النظافة والصحة أثناء الدورة الشهرية: ما تحتاج إلى معرفته
الدورة الشهرية في المنزل
- مع مرور الوقت، تطورت المفاهيم العامة حول المحرمات المتعلقة بالحيض. ومع ذلك، لا تزال بعض الأسر تفتقر إلى فهم أساسي للحيض، وتُسيء معاملة النساء أثناء فترة الحيض.
- إن المحرمات المتعلقة بالحيض قوية للغاية لدرجة أنه لا يُسمح للنساء بدخول أماكن معينة، مثل المطبخ وغرفة الصلاة في المنزل، على افتراض أنهن سوف يلوثن المكان.
- عندما يفتقر أفراد الأسرة إلى الوعي، قد يحرم ذلك النساء من الدعم اللازم للتعامل مع الألم أو النزيف الحاد، مما قد يسبب لهن انزعاجًا جسديًا وضغطًا نفسيًا. في بعض الأحيان، قد يفتقرن حتى إلى منتجات الدورة الشهرية الأساسية.
اقرأ أيضًا: دليل الأبوة والأمومة: كيف تتحدث مع ابنتك عن الدورة الشهرية؟
نصائح للتعامل مع المحرمات
لكي ننمو ونتقدم كمجتمع، علينا أن نعي المشكلات السائدة في مجتمعنا ونعالجها. التغلب على محرّمات الدورة الشهرية إحدى هذه القضايا التي تتطلب اهتمامًا فوريًا. دعونا نرى كيف يمكننا معالجة هذه المحرّمات.
التعليم والتوعية
إن تثقيف الشباب حول الدورة الشهرية سيشجعهم على فهمها وتجاهلها منذ الصغر، مما يجعلهم أفرادًا مسؤولين في المستقبل. كما أن نشر الوعي بين الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من البرامج سيساعد في دحض الخرافات المحيطة بالدورة الشهرية.
بيئة داعمة
إن توفير بيئة داعمة في المؤسسات التعليمية وأماكن العمل يضمن توافق الدورة الشهرية مع العمل دون أي متاعب. كما أن دعم النساء اللواتي يعانين من الخجل المرتبط بالدورة الشهرية سيساعد على تقليل هذه الأنشطة.
تنفيذ تغييرات السياسة
إن الدعوة إلى تنفيذ سياسات تمكن من منح إجازة الدورة الشهرية أو ساعات عمل مرنة للسيدات أثناء الدورة الشهرية للتكيف مع مشاكل الصحة المرتبطة بالدورة الشهرية من شأنه أن يعزز إنتاجيتهن إلى حد كبير.
كيفية إحداث التغيير
كما يقول المثل الشهير: "كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، علينا أن نبادر ببناء مجتمع يُسهّل الدورة الشهرية ويُبدد فكرة أن الحديث عنها مُحرّم . إليك بعض النصائح التي قد تُساعد في إحداث التغيير.
تطبيع الحديث بصراحة

علينا التحدث بصراحة عن الدورة الشهرية مع عائلاتنا وأصدقائنا وزميلاتنا وزملائنا. فمشاركة القصص والتجارب الشخصية قد تساعد في تذليل العقبات التي تواجهنا في هذا الموضوع. وهذا أحد الحلول لمشكلة وصمة العار المرتبطة بالدورة الشهرية.
تحدي الوصمات
إن مواجهة الوصمات وتدمير الأساطير والمفاهيم الخاطئة الشائعة من خلال المصادقة يمكن أن يؤدي إلى قمع الصور النمطية السلبية، مما يساعد على زيادة فهم العملية، وكشف الجانب الإيجابي للحيض.
الاستفادة من التكنولوجيا
تطوير تطبيقات ومنصات تشارك معلومات موثوقة حول صحة الدورة الشهرية وتساعد المستخدمين على تتبع دوراتهم. سيساعد هذا أيضًا الأشخاص على تتبع التواريخ والأشياء الأخرى المتعلقة بالحيض، وتعزيز الصحة الشهرية.
خاتمة
الدورة الشهرية عملية حتمية في جسم المرأة، ولها دور حيوي في الجهاز التناسلي. ومع ذلك، كثيراً ما أُسيء فهم هذه العملية البيولوجية القوية، وحُوِّلت إلى صورة سلبية بسبب نقص التثقيف الصحي. فالتحديات التي تواجهها المرأة خلال دورتها الشهرية لا تُحصى، وبسبب مفاهيم خاطئة مختلفة، ساهم ذلك في تفاقم الوضع، سواءً في مكان العمل أو في المنزل. ولكن مع تغير الزمن، إذا سعينا جاهدين لإلغاء مسألة الدورة الشهرية من المحرمات من خلال أدوات مثل التثقيف الصحي، ووضع السياسات، ومناقشتها بصراحة باستخدام التكنولوجيا، فسيكون ذلك بالتأكيد خطوةً جبارةً نحو تمكين المرأة من التمتع بدورات شهرية صحية وسعيدة.
تسوق كل ما تحتاجه من منتجات Adira الأساسية، بما في ذلك سراويل الدورة الشهرية للحصول على خصم إضافي بنسبة 10% باستخدام الكود "PERIODTALK"